فيصير بمنزلة كشف الغطاء عما يرى ، والمراد به جميع المكلفين : برهم وفاجرهم ، لأن معارب الجميع ضرورية ، وقوله (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) معناه إن عينك حادة النظر لا يدخل عليها شك ولا شبهة. وقيل : المعنى فعلمك بما كنت فيه من أحوال الدنيا نافذ ليس يراد به بصر العين ، كما يقال : فلان بصير بالنحو أو بالفقه. وقال الرماني : حديد مشتق من الحد ، ومعناه منيع من الإدخال في الشيء ما ليس منه والإخراج عنه ما هو منه ، وذلك في صفة رؤيته للأشياء في الآخرة (١).
وقال الطبرسي : عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام في معنى القرين : «يعني الملك الشهيد [عليه] (٢).
وقال علي بن إبراهيم القمّي : قوله : (وَقالَ قَرِينُهُ) ، يعني شيطانه ، وهو الثاني ـ حبتر ـ (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ)(٣).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (٢٤) [سورة ق : ٢٤]؟!
الجواب / قال علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، في قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثم يقول الله تبارك وتعالى لي ولك. قوما فألقيا في جهنم من أبغضكما وكذبكما ، وعاداكما في النار (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إذا سألتم الله فاسألوه الوسيلة ، فسألنا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الوسيلة. فقال : هي درجتي في الجنة ،
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٣٦٥.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٢٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٤.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٤.