وقال ابن طاوس (رحمهالله): ـ في حديث ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في أهل النار ـ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فإذا يئسوا من خزنة جهنم ؛ رجعوا إلى مالك مقدم الخزان ، وأملوا أن يخلصهم من ذلك الهوان ، قال الله جل جلاله : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة وهم في العذاب ، ثم يجيبهم كما قال الله تعالى في كتابه المكنون : (قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) ، قال : فإذا يئسوا من مولاهم رب العالمين الذي كان أهون شيء عندهم في دنياهم ، وكان قد آثر كلّ واحد منهم هواه عليه مدة الحياة (١).
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٨٠) [سورة الزخرف : ٧٩ ـ ٨٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم ذكر على أثر هذا خبرهم ، وما تعاهدوا عليه في الكعبة ، أن لا يردوا الأمر في أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) إلى قوله تعالى (لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢).
وقال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : [قوله تعالى] : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)؟ قال : وهاتان الآيتان نزلتا فيهم (٣) ذلك اليوم ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : «لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب ، إلا يوم قتل الحسين عليهالسلام ، وذلك كان سابقا في علم الله عزوجل الذي أعلمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليهالسلام ، وخرج الملك من بني هاشم ، فقد كان ذلك كلّه (٤).
__________________
(١) الدروع الواقية : ص ٥٨ «مخطوط.
(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ٢٨٩.
(٣) انظر بداية الحديث في الكافي.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٠٢.