* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠) [سورة الأحقاف : ١٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم قال (قُلْ) لهم يا محمد (أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يعني هذا القرآن (وَكَفَرْتُمْ بِهِ) يعني بالقرآن (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والحسن وعون بن مالك الأشجعي صحابي ، وابن زيد : نزلت الآية في عبد الله بن سلام ، وهو الشاهد من بني إسرائيل ، فروي أن عبد الله بن سلام جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : يا رسول الله سل اليهود عني فهم يقولون هو أعلمنا ، فإذا قالوا ذلك قلت لهم إن التوراة دالة على نبوتك وأن صفاتك فيها واضحة ، فلما سألهم عن ذلك ، قالوا ذلك ، فحينئذ أظهر ابن سلام إيمانه وأوقفهم على ذلك ، فقالوا هو شرنا وابن شرنا. وقال الفراء : هو رجل من اليهود ، وقال مسروق : الشاهد من بني إسرائيل هو موسى عليهالسلام شهد على التوراة كما شهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على القرآن ، قال : لأن السورة مكية وابن سلام أسلم بالمدينة. وقوله (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) عن الإيمان وجواب (إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) محذوف. قال الزجاج : تقديره (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) فلا تؤمنون. وقال غيره تقديره فآمن واستكبرتم إنما تهلكون. وقال الحسن : جوابه فمن أضل منكم. ثم أخبر تعالى فقال : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ويحتمل أمرين : أحدهما ـ إنه لا يهديهم إلى الجنة لاستحقاقهم العقاب. والثاني ـ إنه لا يحكم بهداهم لكونهم ضلالا ظالمين. ولا يجوز أن يكون المراد لا يهديهم إلى طريق الحق ، لأنه تعالى هدى جميع المكلفين بأن نصب لهم الأدلة على الحق ودعاهم إلى اتباعه ، ورغبهم في فعله. وقد قال (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ