به فتح مكة. ثم سوى تعالى بين الكل في الوعد بالخير والجنة والثواب فيها ـ وإن تفاضلوا في مقاديره ـ فقال (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) يعني الجنة والثواب فيها (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) لا يخفى عليه شيء من ذلك من إنفاقكم وقتالكم وغير ذلك فيجازيكم بحسب ذلك (١).
وقال الإمام الحسن عليهالسلام ـ في خطبة خطبها عند صلح معاوية بمحضرة ـ قال عليهالسلام فيها : «وكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً).
فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة ... إلى آخر الحديث (٢).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)(١١) [سورة الحديد : ١١]؟!
الجواب / قال إسحاق بن عمّار : سألت أبا إبراهيم عليهالسلام ـ عن هذه الآية ـ فقال عليهالسلام : «نزلت في صلة الإمام (٣).
وقال أبو الحسن الماضي عليهالسلام : «صلة الإمام في دولة الفسقة (٤).
وقال معاوية بن عمّار سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، فقال عليهالسلام : «ذاك [في] صلة الرّحم ، والرّحم رحم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصّة (٥).
وقال معاذ صاحب الأكسية : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إن الله
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٥٢٣.
(٢) الأمالي : الطوسي : ج ٢ ، ص ١٧٥.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٤٥١ ، ح ٤.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٠٢ ، ح ٤٦١.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٥٨ ، ح ٥.