* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٨٧) [سورة الواقعة : ٨٢ ـ ٨٧]؟!
الجواب / قال أبو عبد الرحمن السلمي : أن عليا عليهالسلام قرأ بهم الواقعة (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون) فلما انصرف ، قال : «إني عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا ، إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأها هكذا ، وكانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء (١) كذا وكذا ، فأنزل الله عليهم (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(٢).
وقال شرف الدين النجفي : جاء في تأويل أهل البيت الباطن ، في حديث أحمد بن إبراهيم ، عنهم عليهمالسلام (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) أي شكركم النعمة التي رزقكم الله وما من عليكم بمحمد وآل محمد (أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) بوصيّه (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) إلى وصيه أمير المؤمنين عليهالسلام بشّر وليه بالجنة ، وعدوه بالنار (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) يعني أقرب إلى أمير المؤمنين منكم (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) أي لا تعرفون (٣).
وقال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
__________________
(١) النوء : سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما ، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها. «الصحاح : ج ١ ، ص ٧٩.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٩.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٤٤ ، ح ٩.