ذلك في صحيفة ، ثم يعارض الملائكة يوم الخميس ، فيريهم الله ذكر عبده له بقلبه ، فيقول الملائكة : ربنا عمل هذا العبد قد أحصيناه ، أما هذا العمل فما نعرفه. فيقول الربّ : إن عبدي قد ذكرني بقلبه فأثبته في صحيفته ، فذلك قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (٣١) وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٣٣) [سورة الجاثية : ٣٠ ـ ٣٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ) أي جنته وثوابه (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) أي الفلاح الظاهر.
ثم عقب سبحانه الوعد بالوعيد فقال : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) أي فيقال لهم : أفلم تكن حججي وبيناتي ، تقرأ عليكم من كتابي (فَاسْتَكْبَرْتُمْ) أي تعظمتم عن قبولها (وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) أي كافرين كما قال : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ). والفاء في قوله (أَفَلَمْ تَكُنْ) دالة على جواب أما المحذوف. (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي إن ما وعد الله به من الثواب والعقاب ، كائن لا محالة. (وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) أي وإن القيامة لا شك في حصولها. (قُلْتُمْ) معاشر الكفار (ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ) وأنكرتموها (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) ونشك فيه (وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) في ذلك
__________________
(١) البرهان : ج ٩ ، ص ٤٢.