فأنزل الله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ)(١) (٢).
أقول : وأخيرا تضيف الآية : (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) فهو يعلم أعمال المؤمنين ما ظهر منها وما بطن ، ويعلم أعمال المنافقين ، وإذا افترضنا أن هؤلاء قادرون على إخفاء واقعهم الحقيقي عن الناس ، فهل باستطاعتهم إخفاءه عن الله الذي هو معهم في سرهم وعلانيتهم ، وخلوتهم واجتماعهم.
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (٣٤) [سورة محمد : ٣١ ـ ٣٤]؟!
الجواب / قال الطبرسي : قرأ أبو جعفر الباقر عليهالسلام : وليبلونكم ، وما بعده بالياء (٣).
وقال الطبرسي : عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهالسلام في رسالته إلى أهل الأهواز ، قال في قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) ... وقوله تعالى : (وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)(٤) ، وغيرها من الآيات : «أن جميعها جاءت في القرآن بمعنى الاختبار (٥).
وقال : الشيخ الطبرسي : ثم أقسم سبحانه فقال : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي نعاملكم معاملة المختبر بما نكلفكم به من الأمور الشاقة (حَتَّى نَعْلَمَ
__________________
(١) البقرة : ١٧٩.
(٢) أما لي الطوسي : ج ٢ ، ص ١٠٨.
(٣) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٦١.
(٤) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ٤.
(٥) الاحتجاج : ص ٤٥٣.