* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)(١) [سورة محمّد : ١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : نزلت في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين ارتدّوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وغصبوا أهل بيته حقّهم ، وصدّوا عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وعن ولايته ، (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجهاد والنّصرة (١).
ثم قال علي بن إبراهيم : قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام ، بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ، فقال له : ابن عباس : يا أبا الحسن ، لم قلت ما قلت؟ قال : قرأت شيئا من القرآن. قال : لقد قلته لأمر. قال : نعم إن الله تعالى يقول في كتابه : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٢) ، أفتشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه استخلف أبا بكر؟ قال : ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى إلا إليك. قال فهلا بايعتني؟ قال : اجتمع الناس على أبي بكر ، فكنت منهم. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : كما اجتمع أهل العجل على العجل ، هاهنا فتنتم ، ومثلكم : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(٣) (٤).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم آية فينا ، وآية في بني أميّة (٥).
وعن ابن شهر آشوب : عن جعفر ، وأبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٠.
(٢) الحشر : ٧.
(٣) البقرة : ١٧ ، ١٨.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠١.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٨٢ ، ح ٢.