كما يزول اللعب واللهو (وَزِينَةٌ) تتزينون بها في الدنيا (وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ) يفتخر بعضكم على بعض (وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) أي كل واحد يقول ما لي أكثر وأولادي أكثر. ثم شبه ذلك بأن قال مثله في ذلك (كَمَثَلِ غَيْثٍ) يعني مطرا (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) أي أعجب الزراع ما نبت بذلك الغيث فالكفار الزراع. وقال الزجاج : ويحتمل أن يكون المراد الكفار بالله لأنهم أشد إعجابا بالدنيا من غيرهم (ثُمَّ يَهِيجُ) أي ييبس فيسمع له لما تدخله الريح صوت الهائج (فَتَراهُ مُصْفَرًّا) وهو إذا قارب اليبس (ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) أي هشيما بأن يهلكه الله مثل أفعال الكافر بذلك ، فإنها وإن كانت على ظاهر الحسن فإن عاقبتها إلى هلاك ودمار مثل الزرع الذي ذكره. ثم قال وله مع ذلك (وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ) من عذاب النار للعصاة والكفار (وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) للمؤمنين المطيعين. ثم قال (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) معناه العمل للحياة الدنيا متاع الغرور وإنها كهذه الأشياء التي مثل بها في الزوال والفناء ، والغرور ـ بضم الغين ـ ما يغر من متاع الدنيا وزينتها (١).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢١) [سورة الحديد : ٢١]؟!
الجواب / قال أبو عمرو الزبيري : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن للإيمان درجات ومنازل ، يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال : «نعم.
قلت : صفة لي رحمك الله حتى أفهمه؟
قال : «إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ، ثم
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٥٣٠.