من الخير ، فذلك قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «وأما أهل المعصية فخلدهم في النار ، وأوثق منهم الأقدام ، وغل منهم الأيدي إلى الأعناق ، وألبس أجسادهم سرابيل القطران ، وقطعت لهم منها ثياب من مقطعات النيران ، هم في عذاب قد اشتد حره ، ونار قد أطبق على أهلها ، لا تفتح عنهم أبدا ، ولا يدخلهم ريح أبدا ، ولا ينقضي لهم غم أبدا ، العذاب أبدا شديد ، والعقاب أبدا جديد ، لا الدار زائلة فتفنى ، ولا آجال القوم تقضى (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) ، [قال] : «وما ظلمناهم بتركهم ولاية أهل بيتك ، ولكن كانوا هم الظالمين (٢).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ)(٧٨) [سورة الزخرف : ٧٧ ـ ٧٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم حكى نداء أهل النار ، فقال : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) قال : أي نموت ، فيقول مالك : (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ).
ثم قال الله تعالى : (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) يعني بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) يعني لولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، والدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني ولاية علي عليهالسلام (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمد حقهم (ناراً)(٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨٨.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٧١ ، ح ٤٧.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، والآية من سورة الكهف : ٢٩.