ببصره عند الموت ، لثقل ذلك عليهم ، وعظمه في نفوسهم. (فَأَوْلى لَهُمْ) هذا تهديد ووعيد (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) (٢١) [سورة محمّد : ٢١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) قد ذكرنا أن فيه مذهبين أحدهما : أن يكون كلاما متصلا بما قبله ، وقد مر ذكره والآخر : أن يكون كلاما مبتدأ. ثم اختلف في تقديره على وجهين أحدهما : أن يكون مبتدأ محذوف الخبر. ثم قيل : إن معناه طاعة وقول معروف أمثل وأليق من أحوال هؤلاء المنافقين. وقيل : معناه طاعة وقول معروف خير لهم من جزعهم عند نزول فرض الجهاد ... والوجه الآخر. إنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : قولوا أمرنا طاعة وقول معروف أي حسن لا ينكره السامع. وهذا أمر أمر الله به المنافقين ... وقيل : هو حكاية عنهم أنهم كانوا يقولون ذلك ، ويقتضيه قوله : (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ. فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) معناه : فإذا جد الأمر ، ولزم فرض القتال ، وصار الأمر معزوما عليه ، والعزم : العقد على الأمر بالإرادة لأن يفعله ، فإذا عقد العازم العزم على أن يفعله قيل : عزم الأمر على طريق البلاغة. وجواب إذا محذوف ، ويدل عليه قوله (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) وتقديره : فإن عزم الأمر نكلوا وكذبوا فيما وعدوا من أنفسهم ، فلو صدقوا الله فيما أمرهم به من الجهاد ، وامتثلوا أمره ، لكان خيرا لهم في دينهم ودنياهم من نفاقهم (٢).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٧١ ـ ١٧٢.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٧٣.