* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٨) [سورة الأحقاف : ٥ ـ ٨]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) إلى قوله تعالى : (بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) ، قال : من عبد الشمس والقمر والكواكب والبهائم والشجر والحجر ، إذا حشر الناس كانت هذه الأشياء له أعداء ، وكانوا بعبادتهم كافرين.
قال الشيخ الطبرسي : ثم وصفهم أيضا فقال (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) يعني هؤلاء الكفار الذين وصفهم «آياتنا أي أدلتنا التي أنزلناها من القرآن ونصبناها لهم. والآية الدلالة التي تدل على ما يتعجب منه ، قال الشاعر :
بآية يقدمون الخيل زورا |
|
كأن على سنابكها مداما |
ويروي مناكبها و (بينات) أي واضحات (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بوحدانية الله وجحدوا نعمه (لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) يعني القرآن ، والمعجزات التي ظهرت على يد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي حيلة لطيفة ظاهرة ، ومن اعتقد أن السحر حيلة لطيفة لم يكفر بلا خلاف. ومن قال أنه معجزه كان كافرا ، لأنه لا يمكنه مع هذا القول أن يفرق بين النبي والمتنبي (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٦٩ ـ ٢٧٠.