* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٤٧) [سورة الطّور : ٤١ ـ ٤٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم قال سبحانه (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) أي : أعندهم الغيب حتى علموا أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم يموت قبلهم؟ وهذا جواب لقولهم : (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ). وقيل : أعندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون منه ، ويخبرون به الناس. وقيل : هو جواب لقولهم : إن كان أمر الآخرة حقا ، كما تدعون ، فلنا الجنة. ومثله : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى). والغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، هو ما لا يعلمه العاقل ضرورة ، ولا عليه دلالة ، فالله عالم به ، لأنه يعلمه لنفسه ، والعالم لنفسه يعلم جميع المعلومات ، فلا يخفى عليه شيء منها. (أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً) أي مكرا بك ، وتدبير سوء في بابك سرا ، على ما دبروه في دار الندوة. (فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ) أي هم المجزيون بكيدهم. فإن ضرر ذلك يعود عليهم ، ويحيق بهم مكرهم ، كما جزى الله سبحانه أهل دار الندوة بكيدهم أن قتلهم ببدر. (أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) يرزقهم ويحفظهم وينصرهم. يعني : إن الذين اتخذوهم آلهة ، لا تنفعهم ولا تدفع عنهم. ثم نزه سبحانه نفسه فقال : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) به من الآلهة. ثم ذكر سبحانه عنادهم ، وقسوة قلوبهم فقال : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً) يعني : إن عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم ، لن ينتهوا عن كفرهم. وقالوا : هو قطعة من السحاب. وهو قوله : (يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ) بعضه على بعض. وكل هذه