وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة (١).
وقال علي بن رئاب : [سألت أبا عبد الله عليهالسلام] عن قول الله عزوجل : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ، قال : أرأيت ما أصاب عليّا عليهالسلام وأهل بيته ، هو بما كسبت أيديهم ، وهم أهل طهارة معصومون؟ قال : «إن رسول الله عليهالسلام كان يتوب إلى الله ويستغفره في كلّ يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (٢).
وعن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «سمعته يقول : إني أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه ثم أقبل علينا ، فقال : «ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا وعفا عنه إلا كان الله أجل وأمجد وأجود [من] أن يعود في عقوبته يوم القيامة ، وما ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلا كان الله أجود وأمجد وأكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة. ثم قال : «وقد يبتلي الله المؤمن بالبليّة في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله. ثم تلا هذه الآية (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) وحثا بيده ثلاث مرات (٣).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٣١) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ١٦٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٧.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٦.