التي قدرها لهم (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي كل ما يصح أن يكون مقدورا له ، فهو قادر عليه (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(٣) [سورة الحديد : ٣]؟!
الجواب / قال ابن أبي يعفور : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) وقلت أما الأول عرفناه ، وأما الآخر فبيّن لنا تفسيره؟!
فقال : «إنه ليس شيء إلا يبيد أو يتغير ، أو يدخله التغيير والزوال ، أو ينتقل من لون إلى لون ، ومن هيئة إلى هيئة ، ومن صفة إلى صفة ، ومن زيادة إلى نقصان ، ومن نقصان إلى زيادة ، إلا رب العالمين ، فإنه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة ، هو الأول قبل كل شيء ، وهو الآخر على ما لم يزل ، ولا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره ، مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة ، ومرة لحما ودما ، ومرة رفاتا رميما ، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا ، ومرة بسرا ، ومرة رطبا ، ومرة تمرا ، فتتبدل عليه الأسماء والصفات ، والله جلّ وعز بخلاف ذلك (٢).
وقال ميمون البان : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام ، وقد سئل عن الأول والآخر. فقال : «الأول لا عن أول قبله ، ولا عن بدء سبقه ، والآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين ، ولكن قديم ، أول آخر ، لم يزل ولا يزول بلا بدء ولا نهاية ، لا يقع عليه الحدوث ، ولا يحول من حال إلى حال ،
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٥١٧.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٨٩ ، ح ٥ ، والتوحيد : ص ٣١٤ ، ح ٢.