خالق كل شيء (١).
وقال علي بن محمد مرسلا ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ـ في حديث يفسر فيه أسماء الله تعالى ـ قال : «وأما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها ، وقعود عليها ، وتسنم لذراها ، ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها ، كقول الرجل : ظهرت على أعدائي ، وأظهرني الله على خصمي ، يخبر عن الفلج والغلبة ، فهكذا ظهور الله على الأشياء.
ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده ، ولا يخفى عليه شيء ، وأنه مدبر لكل ما برأ ، فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى؟ لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت ، وفيك من آثاره ما يغنيك ، والظاهر منا البارز بنفسه والمعلوم بحده ، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى.
وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء ، بأن يغور فيها ، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا ، كقول القائل : أبطنته ؛ يعني خبّرته وعلمت مكتوم سره ، الباطن منا الغائب في الشيء المستتر ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى (٢).
وقال جابر بن عبد الله : لقيت عمارا في بعض سكك المدينة ، فسألته عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبر أنه في مسجده في ملأ من قومه ، وأنه لمّا صلى الغداة أقبل علينا ، فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس ، إذا أقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقام إليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبل بين عينيه ، وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه ، ثم قال : «يا عليّ ، قم للشمس فكلّمها ، فإنها تكلمك.
فقام أهل المسجد ، فقالوا : أترى عين الشمس تكلّم عليا؟ وقال بعض :
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٩٠ ، ح ٦ ، والتوحيد : ص ٣١٣ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٩٥ ، ح ٢ ، التوحيد : ص ١٨٦ ، ح ٢.