أقول : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «فكاثروه حتى دخلوا البيت ، فصاح به جبرائيل ، فقال : يا لوط ، دعهم يدخلوا ، فلمّا دخلوا أهوى جبرئيل عليهالسلام بإصبعه نحوهم ، فذهبت أعينهم ، وهو قول الله عزوجل : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ)(١).
وقيل : معناه أزلنا تخطيط وجوههم حتى صارت ممسوحة ، لا يرى أثر عين ، وذلك أن جبرائيل عليهالسلام صفق أعينهم بجناحه صفقة ، فأذهبها. والقصة مذكورة فيما مضى ، وتم الكلام. ثم قال : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) أي : فقلنا لقوم لوط ، لما أرسلنا عليهم العذاب. ذوقوا عذابي ونذري (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) أي أتاهم صباحا عذاب نازل بهم ، حتى هلكوا جميعا. (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) ووجه التكرار أن الأول عند الطمس ، والثاني عند الائتفاك. فكلما تجدد العذاب ، تجدد التقريع (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مر معناه (٢).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ)(٤٧) [سورة القمر : ٤١ ـ ٤٧]؟!
الجواب / أقول : قوله : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) : أي ولقد جاء أهل بيته وعائلته وأتباعه ـ فرعون ـ معجزات موسى التسع.
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٤٨ ، ح ٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣٢٠ ، ومن أراد روايات أهل البيت عليهمالسلام في ذكر قصة هود عليهالسلام فليراجع الآيات (٦٩ ـ ٨٣) من سورة هود ، و (٢٧ ـ ٣٥) من ورة العنكبوت ، و (٢٤ ـ ٤٧) من سورة الذاريات.