رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد دخل الجنّة ورأى النار ، لما عرج به إلى السماء.
قال : فقلت له : إنّ قوما يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقال عليهالسلام : «لا هم منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذّب رسول الله وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، ويخلد في نار جهنم ، قال الله تعالى : (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليهالسلام فأدخلني الجنة ، فناولني من رطبها فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة تشممت رائحة ابنتي فاطمة (١).
ومرة أخرى بعد هذا التنبيه والتحذير الشديد الموقظ ، الذي هو لطف من الله يقوله الباري عزوجل : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٤٧) [سورة الرحمن : ٤٦ ـ ٤٧]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ). «من علم أن الله يراه ، ويسمع ما يقول ويعلم ما يعلمه من خير وشر ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال ، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إن الجنان أربع ، وذلك قول الله عزوجل : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) ، وهو أن الرجل يهجم على شهوة من شهوات الدنيا وهي معصية ، فيذكر مقام ربه ، فيدعها من مخافته ، فهذه الآية فيه ،
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ٣٧٣ ، ح ٧.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ١٠.