أن جميع ذلك لا أساس له وما هو إلا السحر!!
لذلك فحين يردون نار جهنّم يقال لهم بنحو التوبيخ والملامة والاحتقار وهم يلمسون حرارة النار ، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون؟!
نعود لرواية علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا) ، أي اجترئوا ، أو لا تجترئوا لأنّ أحدا لا يصبر على النار ، والدليل على ذلك قوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) يعني ما أجرأهم (١)!
أقول : أجل هذه هي أعمالكم وقد عادت إليكم فلا ينفع الجزع الفزع والآه والصراخ ولا أثر لكل ذلك أبدا.
وهذه الآية تأكيد على «تجسم الأعمال وعودتها نحو الإنسان ، وهي تأكيد جديد أيضا على عدالة الله ... لأنّ نار جهنّم مهما كانت شديدة ومحرقة فهي ليست سوى نتيجة أعمال الناس أنفسهم ، وأشكالها المتبدلة هناك!.
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (٢٠) [سورة الطّور : ١٧ ـ ٢٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : لما تقدم وعيد الكفار ، عقبه سبحانه بالوعد للمؤمنين فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) الذين يجتنبون معاصي الله خوفا من عقابه (فِي جَنَّاتٍ) أي في بساتين تجنها الأشجار (وَنَعِيمٍ) أي وفي نعيم (فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) أي متنعمين بما أعطاهم ربهم من أنواع النعيم. وقيل : فاكهين معجبين بما آتاه ربهم ، (وَوَقاهُمْ) أي وصرف عنهم (رَبُّهُمْ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٣١.