الجواب / قال المفيد في (الاختصاص) : روي عن ابن كدينة الأودي (١) ، قال : قام رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فسأله عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) فيمن نزلت؟ قال : «في رجلين من قريش (٢).
وقال علي بن إبراهيم : نزلت في وفد بني تميم ، كانوا إذا قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقفوا على باب حجرته ، فنادوا : يا محمد ، أخرج إلينا ، وكانوا إذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تقدموه في المشي ، وكانوا إذا كلّموه رفعوا أصواتهم فوق صوته ، يقولون : يا محمد ، يا محمد ، ما تقول في كذا وكذا؟ كما يكلمون بعضهم بعضا ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣).
* س ٣ : فيمن نزل ، قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٥) [سورة الحجرات : ٢ ـ ٥]؟!
الجواب / قال الزمخشري في (ربيع الأبرار) : كان قوم من سفهاء بني تميم ، أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا محمد ، أخرج إلينا نكلمك. فغم ذلك
__________________
(١) كذا ، ولعله ، أبو كدينة الكوفي ، يحيى بن المهلب البجلي ، انظر تهذيب التهذيب : ج ١١ ، ص ٢٨٩ ، تقريب التهذيب : ج ٢ ، ص ٣٥٩ و ٤٦٦.
(٢) الاختصاص : ص ١٢٨.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣١٨.