ونادى مناد : ليقم سيد الوصيين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقوم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده ، وتحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا ، فيعطيه أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم صفتكم (١) ومنازلكم في الجنة ، إن ربكم يقول : إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما ، يعني الجنّة ، فيقوم علي والقوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنة ، ثم يرجع إلى منبره ، فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، وينزل أقواما على النار ، فذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني السابقين الأولين [من] المؤمنين وأهل الولاية (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) يعني كفروا وكذبوا بالولاية وبحق علي عليهالسلام (٢).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ) (٢٠) [سورة الحديد : ٢٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم زهد المؤمنين في الدنيا والسكون إلى لذاتا ، فقال (اعْلَمُوا) معاشر العقلاء والمكلفين (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) يعني في هذه الدنيا (لَعِبٌ وَلَهْوٌ) لأنه لا بقاء لذلك ولا دوام وإنه يزول عن وشيك
__________________
(١) في المناقب : موضعكم.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ص ٣٢٢ ، ح ٣٦٩.