الله عزوجل وما له ذنب ، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد [به] عليه عند موته ، والميت من شيعتنا صديق شهيد صدق بأمرنا ، وأحب فينا ، وأبغض فينا ، يريد بذلك وجه الله عزوجل ، مؤمن بالله ورسوله ، قال الله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(١).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال لأصحابه : «الزموا الأرض ، واصبروا على البلاء ، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم وألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم ، فإن من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله ، واستوجب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النيّة مقام مقاتلته بسيفه (٢).
وقال ابن عباس : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) [يعني صدّقوا] (بِاللهِ) أنه واحد : علي بن أبي طالب عليهالسلام وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) ، قال : [رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم] : «صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب ، وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم (٣).
ثم قال : (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : وهم علي وحمزة وجعفر ، فهم صديقون وهم شهداء الرسل على أممهم ، إنهم قد بلغوا الرسالة ، ثم قال : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) عند ربهم على التصديق بالنبوة (وَنُورُهُمْ) على الصراط (٤).
وموفق بن أحمد : يرفعه إلى ابن عباس ، قال : سأل قوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : فيمن نزلت هذه الآية؟ قال : «إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ،
__________________
(١) الخصال : ص ٦٣٥ ، ح ١٠ ، تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٦٧ ، ح ٢٥.
(٢) نهج البلاغة : ص ٢٨٢ الخطبة ١٩٠ ، تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٦٨ ، ح ٢٦.
(٣) الطرائف : ج ٩٤ ، ص ١٣٢.
(٤) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ، ص ٨٩.