إن الله عزوجل يقول : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة (١).
وقال علي بن سالم : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : [آية] في كتاب الله مسجلة. قلت : ما هي؟ قال : «قول الله تبارك وتعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) جرت في المؤمن والكافر والبر والفاجر ، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافىء به ، وليست المكافأة أن يصنع كما صنع به ، بل حتى يرى مع فعله لذلك : أن له فضل المبتدىء (٢).
أقول : وبناء على هذا فالجزاء الإلهي في يوم القيامة يكون أكثر من عمل الإنسان في هذه الدنيا. وذلك تماشيا مع الاستدلال المذكور في الحديث الأخير.
يقول الراغب في المفردات : الإحسان فوق العدل وذاك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ماله ، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل ممّا له فالإحسان زائد على العدل ...
ويتكرر قوله سبحانه مرة أخرى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ). وذلك لأنّ جزاء الإحسان بالإحسان نعمة كبيرة من قبل الله تعالى ، حيث يؤكد سبحانه أن جزاءه مقابل أعمال عباده مناسب لكرمه ولطفه وليس لأعمالهم ، مضافا إلى أن طاعاتهم وعباداتهم إنما هي بتوفيق الله ولطفه ، وبركاتها تعود عليهم.
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٦٣) [سورة الرحمن : ٦٢ ـ ٦٣]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «(...
__________________
(١) الاختصاص : ص ٢٢٥.
(٢) الزهد : ص ٣١ ، ح ٧٨.