* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤) [سورة الواقعة : ٢٢ ـ ٢٤]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من أحد يدخل الجنة إلا كان له من الأزواج خمسمائة حوراء ، مع كل حوراء سبعون غلاما وسبعون جارية ، كأنهنّ اللؤلؤ المنثور ، وكأنهنّ اللؤلؤ المكنون ، وتفسير المكنون بمنزلة اللؤلؤ في الصّدف ، لم تمسّه الأيدي ولم تره الأعين ، وأمّا المنثور فيعني في الكثرة ، وله سبعة قصور ، في كلّ قصر سبعون بيتا وفي كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا ، عليها زوجة من الحور العين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ)(١) أنهار من ماء غير آسن صاف ليس بالكدر (وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) لم يخرج من ضروع المواشي (وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) لم يخرج من بطون النحل (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(٢) لم يعصره الرجال بأقدامهم ، فإذا اشتهوا الطعام جاءتهم طيور بيض يرفعن أجنحتهن ، فيأكلون من أي الألوان اشتهوا ، جلوسا إن شاءوا أو متكئين ، وإن اشتهوا الفاكهة سعت إليهم الأغصان ، فأكلوا من أيها اشتهوا ، قال : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(٣) (٤).
أقول : وبعد الحديث عن هذه المنح ، والعطايا المادية الستّة ، يضيف سبحانه : (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٥) كي لا يتصور أحد أن هذه النعم تعطى
__________________
(١) الأعراف : ٤٣.
(٢) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ١٥.
(٣) الرعد : ٢٣ ، ٢٤.
(٤) الاختصاص : ص ٣٥٢.
(٥) يلاحظ بأن (يعملون) فعل مضارع يعطي معنى الاستمرار.