عليهم ، ورحمة مني لهم ... (وَاللهُ عَلِيمٌ) بالأشياء كلها (حَكِيمٌ) في جميع أفعاله. وفي هذه الآية دلالة على بطلان مذهب أهل الجبر من وجوه منها : أنه إذا حبب في قلوبهم الإيمان ، وكره الكفر ، فمن المعلوم أنه لا يحبب ما لا يحبه ، ولا يكره ما لا يكرهه ومنها : إنه إذ ألطف في تحبيب الإيمان بألطافه ، دل ذلك على ما نقوله في اللطف (١).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٩) [سورة الحجرات : ٩]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «الفئتان ، إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة ، وهم أهل هذه الآية ، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية ، كما قال الله عزوجل ، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أهل مكّة ، إنما منّ عليهم وعفا ، وكذلك صنع أمير المؤمنين عليهالسلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهل مكة حذو النعل بالنعل.
قال أبو بصير : قلت : قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى)(٢)؟ قال : «هم أهل البصرة.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٢١.
(٢) النجم : ٥٣.