اللوح المحفوظ مظاهرة في الحجة عليهم وما هو أقرب إلى إفهامهم إذا تصوروها مكتوبة لهم وعليهم. وقوله (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) معناه إنك لم توكل بحفظ أعمالهم ، فلا يظن ظان هذا ، فإنه ظن فاسد وإنما بعثك الله نذيرا لهم وداعيا إلى الحق ومبينا لهم سبيل الرشاد ، وقيل : معناه إنك لم توكل عليهم أي تمنعهم من الكفر بالله ، لأنه قد يكفر من لا يتهيأ له منعه من كفره بقتله (١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٨) [سورة الشورى : ٧ ـ ٨]؟!
الجواب / قال جعفر بن محمد الصوفيّ : سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام ، فقلت له : يابن رسول الله ، لم سمي النبيّ الأمي ـ وذكر الحديث إلى أن قال فيه ـ : «وإنما سمي الأمي لأنه من أهل مكة ، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله تعالى في كتابه : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)(٢).
وقال علي بن إبراهيم : أم القرى مكة ، سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله من الأرض ، لقوله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً)(٣).
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ١٤٤.
(٢) بصائر الدرجات : ص ٢٤٥ ، ح ١.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٦٨ ، والآية من سورة آل عمران : ٩٦.