ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ).
[وقد ورد في حديث أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا تحت شجرة وحده ، فسل أحد المشركين سيفه وهجم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : من يخلصك مني؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الله ، فأخذت الكافر رعدة ، وهوى على الأرض ، وسقط السيف من يده ، فأخذه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال له : «فمن يخلصك مني الآن؟ قال : لا أحد ، ثم آمن (١).
نعم ، الله مولى الذين آمنوا ، وإنّ الكافرين لا مولى لهم].
ثم ذكر المؤمنين ، فقال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يعني بولاية علي عليهالسلام : (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا) أعداؤه (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) يعني أكلا كثيرا (وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) قال : الذين أهلكناهم من الأمم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك ، يعني أهل مكة الذين أخرجوك منها ، فلم يكن لهم ناصر (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام : (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) يعني الذين غصبوه (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ)(٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) «نزلت في المنافقين (٣).
__________________
(١) روح البيان : المجلد ٨ ، ص ٥٠٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٢.
(٣) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٥١.