أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٩) [سورة الجاثية : ٢٥ ـ ٢٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمّي : ثم حكى الله عزوجل قول الدهرية ، فقال : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، أي إنكم تبعثون بعد الموت ، فقال الله تعالى : (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) ، الذين أبطلوا دين الله ، قال : قوله تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) ، أي على ركبها : (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) ، قال : إلى ما يجب عليهم من أعمالهم ، ثم قال : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ) ، الآيتان محكمتان (١).
وقال أبو بصير ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ)؟ قال : «إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الناطق الكتاب ، قال الله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ). فقلت : إنا لا نقرأها هكذا؟ (٢). فقال : «هكذا والله نزل بها جبرائيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنه مما حرّف من كتاب الله (٣).
وقال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، قوله تعالى : (هذا كِتابُنا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٥.
(٢) قال المجلسي : الظاهر أنه قرأ (ينطق) على البناء للمفعول ، مرآة العقول : ص ٢٥.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٥.