الملك الطيب الريح ، الحسن الوجه ، الكريم على ربه؟ فيقول : أنا رضوان خازن الجنة ، أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة ، فخذها يا رسول الله. فأقول : [قد] قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما أنعم به علي ، وفضّلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب. فيدفعها إليه ويرجع رضوان ، ثم يدنو مالك خازن النار ، فيسلم علي ، ويقول : السلام عليك يا حبيب الله ، فأقول له : وعليك السلام أيها الملك ، ما أنكر رؤيتك ، وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول : أنا مالك خازن النار ، أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما أنعم به علي ، وفضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب فيدفعها إليه.
ثم يرجع مالك ، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار ، حتى يقعد على عجزة (١) جهنم ، ويأخذ زمامها بيده ، وقد علا زفيرها ، واشتد حرها وكثر شررها ، فتنادي جهنم : يا علي جزني فقد أطفأ نورك لهبي. فيقول لها علي : [قري يا جهنم] ذري هذا وليي وخذي هذا عدوي. فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهب به يمنة وإن شاء يذهب به يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق ، وذلك أن عليا يومئذ قسيم الجنة والنار (٢).
وقال المفضل بن عمر : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : لم صار أمير المؤمنين عليهالسلام قسيم الجنة والنار؟ قال : «لأن حبه إيمان ، وبغضه كفر ، وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان ، والنار لأهل الكفر ، فهو عليهالسلام قسيم الجنة والنار لهذه العلة ، فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته ، والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه.
__________________
(١) العجزة : مؤخرة الشيء ، وفي المصدر : شفير.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٤.