فرد آخر (١) لم يعلم حدوثه ؛ وإن احتمل.
وأخرى (٢) : يجب الاجتناب عما لاقاه دونه فيما لو علم إجمالا نجاسته (٣) أو نجاسة شيء آخر ، ثم حدث العلم بالملاقاة والعلم (٤) بنجاسة الملاقي أو ذاك الشيء (٥) أيضا (٦) ، فإن (٧) حال الملاقي في هذه الصورة بعينها بعين ما لاقاه في الصورة السابقة
______________________________________________________
(١) وهو الملاقي ، و «لم يعلم» صفة ل «فرد آخر» يعني : لم يعلم بعلم إجمالي منجز ، وإلا فكون الملاقي موردا لعلم إجمالي آخر حادث بينه وبني طرف الملاقى غير قابل للإنكار ؛ لكنه لا أثر له بعد تنجز العلم الإجمالي الأول الحاصل بين الملاقى وطرفه. وقد عرفت : أن من شرائط مجزية العلم الإجمالي عدم سبق تنجز التكليف إلى بعض الأطراف بمنجّز شرعي أو عقلي. وضمير «حدوثه» راجع على فرد آخر وضمير «احتمل» راجع على حدوثه.
وقد تحصل مما أفاده المصنف في الصورة الأولى وهي الاجتناب عن الملاقى : أن الملاقي على تقدير تنجسه بالملاقاة موضوع آخر لخطاب وجوب الاجتناب ، ومخالفة هذا الخطاب وموافقته أجنبيتان عن إطاعة خطاب الملاقى وعصيانه كما عرفت مفصلا.
(٢) عطف على قوله : «تارة» ، وإشارة إلى الصورة الثانية وهو وجوب الاجتناب عن الملاقي دون الملاقى ، واقتصر المصنف في الفوائد على ذكر المورد الثاني المذكور هنا ، ولم يتعرض للمورد الأول ، ولما كان حكمه بلزوم الاجتناب عن الملاقي دون الملاقي مستبعدا في بادئ النظر ، إذ الملاقي هو المنشأ لاحتمال نجاسة الملاقي ووجوب الاجتناب عنه ، فالحكم به في الملاقي دون الملاقى كأنه من قبيل زيادة الفرع على الأصل ، كان اللازم بيان مقصود المصنف «قدسسره» ، كما هو حقه حتى يظهر حال بعض الإشكالات التي توجهت عليه ، وقد ذكر «قدسسره» لهذه الصورة الثانية موردين ، وتقدم الكلام فيها فلا حاجة إلى تكرارهما ، وقد أضربنا عن تطويل الكلام في المقام رعاية للاختصار.
(٣) الضمير راجع على الموصول في «عما لاقاه» المراد به الملاقي ، وضمير «دونه» راجع على الملاقي.
(٤) هذا هو العلم الإجمالي الثاني الذي في المثال السابق بين الإناء الأحمر والأبيض فاقدا لشرائط التنجيز.
(٥) المراد به عدل الملاقي وهو الإناء الأبيض في المثال المتقدم ، وفرضنا أن الملاقى هو الإناء الأحمر والملاقي هو الثوب.
(٦) يعني : كما حصل العلم الإجمالي أولا بين الملاقي وطرفه أي : الإناء الأبيض.
(٧) تعليل لقوله : «يجب الاجتناب عما لاقاه دونه» والوجه في كون الملاقى في هذه