في عدم كونه طرفا للعلم الإجمالي (١) ، وأنه (٢) فرد آخر على تقدير نجاسته واقعا غير معلوم النجاسة أصلا ، لا إجمالا ولا تفصيلا (٣). وكذا (٤) لو علم بالملاقاة ، ثم حدث
______________________________________________________
الصورة كالملاقي في الصورة السابقة في عدم الاجتناب عنه ما تقدم من تنجّز وجوب الاجتناب عن طرفه وهو الإناء الأبيض بالعلم الإجمالي الأول الحادث سابقا بينه وبين الملاقي أعني : الثوب ، فيكون العلم الإجمالي الثاني الحادث لاحقا بين الملاقى أي : الأحمر وطرفه أي : الأبيض فاقدا لصفة التنجيز بالنسبة إليهما ، فلا يجب الاجتناب عنهما بلحاظ هذا العلم ، وإنما يجب الاجتناب عن الإناء الأبيض باعتبار كونه طرفا للعلم الإجمالي الأوّل المنجّز.
(١) أي : العلم الإجمالي المنجّز.
(٢) عطف على «عدم» ، وضميره وضمير «كونه» راجعان على الملاقى.
(٣) أما تفصيلا : فواضح ، وأما إجمالا : فلما عرفت من عدم كون الملاقى طرفا لعلم إجمالي منجّز.
(٤) يعني : يجب الاجتناب عن الملاقي دون الملاقى ، وهو إشارة إلى المورد الثاني من الصورة الثانية ، وهي ما يجب فيه الاجتناب عن الملاقي دون الملاقى وهو حصول العلم بالملاقاة ، ثم العلم الإجمالي بنجاسة الملاقي أو طرف الملاقي ، وخروج الملاقى عن محل الابتلاء ، وصيرورته مبتلى به ثانيا ، توضيحه : أن إذا علمنا ـ في المثال السابق ـ بنجاسة الثوب أو الإناء الأحمر ثم بملاقاة الثوب للإناء الأحمر في الساعة الأولى ، وخرج الإناء الأحمر الملاقى عن محل الابتلاء ، ثم علمنا في الساعة الثانية بنجاسة الثوب الملاقي أو الإناء الأبيض ، ثم صار الأبيض مبتلى به ثانيا وجب الاجتناب عن الثوب الملاقي والإناء الأبيض دون الإناء الأحمر الملاقى.
والوجه في ذلك : أما وجوب الاجتناب عن الثوب والإناء الأبيض فلتنجز العلم الإجمالي الثاني الحاصل في الساعة الثانية بين نجاسته ونجاسة الإناء الأبيض ، فيكون الاجتناب عن كل منهما مقدمة علمية لامتثال خطاب «اجتنب عن النجس» المردد بينهما. وأما عدم وجوب الاجتناب عن الملاقى ـ أي : الإناء الأحمر ـ فلعدم توجه تكليف اليد ، لعدم كونه طرفا لعلم إجمالي منجز ، أما بالنسبة إلى العلم الإجمالي الأول الذي كان بينه وبين الثوب فلخروجه عن محل الابتلاء ، وقد عرفت في التنبيه الثاني : أن الخروج عن محل الابتلاء مانع عن فعلية التكليف ، وأن من شروط تنجز العلم الإجمالي الابتلاء بجميع الأطراف ، وأما بالنسبة إلى العلم الثاني الحاصل في الساعة الثانية بين