المشهورة ، التي يقسم فيها البلاد والامصار : هذا علوي ، وذاك عثماني ، وذلك غلب عليه أبو بكر وعمر ، والآخر سفياني .. إلى آخر ما سيأتي (١) ..
__________________
(١) ولقد بذل محمد بن علي جهدا جبارا في إنجاح الدعوة ، وكانت أكثر نشاطاته في حياة والده ، علي بن عبد الله ، الذي يبدو أنه لم يكن له في هذا الأمر دور يذكر. وتوفي والده على ما يظهر في سنة ١١٨ ه. وكان قد بدأ نشاطاته ، حسب ما بأيدينا من الدلائل التاريخية من سنة ١٠٠ ه. أي بعد وفاة أبي هاشم بسنتين. إذ في : سنة ١٠٠ ه. وجه محمد بن علي من أرض الشراة ميسرة إلى العراق ووجه محمد بن خنيس ، وأبا عكرمة السراج ، وهو أبو محمد الصادق ، وحيان العطار إلى خراسان. وفيها أيضا جعل اثني عشر نقيبا ، وأمر دعاته بالدعوة إليه ، وإلى أهل بيته ..
وفي سنة ١٠٢ ه. وجه ميسرة رسله إلى خراسان ، وظهر أمر الدعوة بها وبلغ ذلك سعيد خذينة ، عامل خراسان ؛ فأرسل ، وأتى بهم ، واستنطقهم ، ثم أخذ منهم ضمناء وأطلقهم ..
وفي سنة ١٠٤ ه. دخل أبو محمد الصادق ، وعدة من أصحابه ، من أهل خراسان إلى محمد بن علي ؛ فأراهم السفاح في خرقة ، وكان قد ولد قبل خمسة عشر يوما ، وقال لهم : « والله ، ليتمن هذا الأمر ، حتى تدركوا ثاركم من عدوكم ».
وفي سنة ١٠٥ ه. دخل بكير بن ماهان في دعوة بني هاشم .. وفيها مات ميسرة ؛ فجعل محمد بن علي بكيرا هذا مكانه في العراق ..
وفي سنة ١٠٧ ، أو ١٠٨ ه. وجه بكير بن ماهان عدة من الدعاة إلى خراسان ، فظفر بهم عامل خراسان ؛ فقتلهم ، ونجا منهم عمارة ؛ فكان هو الذي أخبر محمد ابن علي بذلك.
وفي سنة ١١٣ ه. صار جماعة من دعاة بني العباس إلى خراسان ؛ فأخذ الجنيد بن عبد الرحمن رجلا منهم ؛ فقتله ، وقال : « من اصيب منهم فدمه هدر ».
وفي سنة ١١٧ ه. أخذ عامل خراسان أسد بن عبد الله وجوه دعاة بني العباس ، وفيهم النقباء ، ومنهم سليمان بن كثير ؛ فقتل بعضهم ، ومثل ببعضهم ، وحبس آخرين ..
وفي سنة ١١٨ وجه بكير بن ماهان عمار بن يزيد ـ وهو خداش ـ واليا على شيعة بني العباس ؛ فنزل مروا ، ودعا إلى محمد بن علي ؛ ثم غلا ..