أنّ المراد بها في المقام غير هذا الاطلاق ، كيف! وقد عرفت : أنّ تلك من أقسام الجواهر وهذه من مقولة العرض ، وهذا أمر ظاهر لا سترة فيه عند من له أدنى خبرة.
ثمّ إنّ لأصحاب كلّ من القول بتركّب الجسم عن الهيولى والصّورة وعدم تركّبه عنهما حججا كثيرة مذكورة في محلّها.
إحديها : ما أشار اليه المحدّث الأمين الاسترابادي في « فوائده المدنيّة » (١) : من برهان الفصل والوصل.
وحاصله بعد تلخيصه عن الزوائد : أنّ الجسم متّصل في ذاته بعد بطلان تركبّه من الجزء الّذي لا يتجزّى ومن الأجرام الصّغار الصّلبة الذيمقراطيسيّة ، ولا ريب أنّ هذا الجوهر المتّصل في ذاته الّذي كان بلا مفصل إذا طرأ عليه الإنفصال إنعدم وحدث هناك جوهران متّصلان في ذاتيهما ، فلا بدّ هناك من شيء آخر مشترك بين المتّصل الأوّل وبين هذين المتصلين ، ولا بدّ أن يكون ذلك الشيء باقيا في الحالتين وإلاّ لكان تفريق الجسم إلى جسمين إعداما للجسم بالكلّية وإيجادا لجسمين آخرين من كتم العدم ، والضّرورة تقضي ببطلانه.
(٣١) قوله : ( وفي أنّ الشخص الأوّل باق وإنّما انعدمت صفة من صفاته ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٥٣ )
أقول : ما ذكره إشارة إلى بحث محكي عن شيخ الإشراقيّين مع جملة من أبحاث آخر وحاصله :
__________________
(١) الفوائد المدنيّة : ٤٧١.