فليس الوجه فيه إلاّ عدم المعرفة بما أعطاه الله تعالى فضلا منه عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وان كنّا أيضا لا نعرفه بجميع شؤونه وحالاته ومقالاته ومراتبه العالية كما لا نعرف ربّنا بكنهه وحقيقته.
ومن هنا قال علماء المذهب شكر الله مساعيهم : أنّ السّهو نقص وعيب لمن اعتراه ، سواء كان من السّاهي أو غيره.
ومن هنا قال السيّد علم الهدى في محكى كلامه ( قدّس الله سرّه الشريف ) ـ بعد ما ذكر تبعا لشيخه المفيد قدسسره ( أنّ الأخبار الواردة في السّهو من الآحاد التي لا توجب علما وعملا ) في طيّ الاعتراض على ما يحكى من الشيخ الصدوق طاب ثراه تبعا لشيخه ابن الوليد : من أنّي أحتسب الاجر في تأليف رسالة مفردة في إثبات السّهو ـ بأن : « الحمد لله الذي لم يوفّقه لذلك » (١) هذا.
ولعمري أنّ المسألة قد بلغت من الظهور والوضوح في هذه الاعصار إلى حدّ يقرب من الضّروري بحيث كان مخالفها إرتكب أمرا منكرا عند العلماء وإن وضعوا في ذلك رسائل وصنعوا فيه دفاتر ، حتى رفعوا هذه الإساءة والعار عن نبيّهم المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يحتاج إلى بسط القول في ذلك بما يخرج عن وضع التعليقة ولو لا مخافة الكلال وضيق المجال لا شبعت المقال مع ذلك ، فلعلّ هذا القدر كاف لمن القى السّمع وهو شهيد.
__________________
(١) لم نعثر على كلام للسيّد الشريف في هذا المقام. نعم الموجود فعلا هو ما ذكره السيّد المحدث الجزائري في أنواره النعمانيّة : ج ٤ / ٣٤ حيث نسب هذه الكلمة إلى الشيخ البهائي قدسسره.