غير ان هذه الروايات على فرض صحة سندها تواجهها عدة قضايا :
١. ان تهجير خمس وعشرين ألف من الكوفة ومثلهم من البصرة انما كان بعد سنة خمسين أي بعد عشر سنوات من الصلح أي بعد وفاة الحسن عليهالسلام. (١)
٢. قتل حجر بن عدي وأصحابه انما تم بعد عشر سنوات من الصلح أي بعد وفاة الحسن عليهالسلام. (٢)
٣. إعادة لعن علي إلى المجتمع انما تم بعد عشر سنوات من الصلح أي بعد وفاة الحسن عليهالسلام كما تفيد روايات امتناع سعد عن لعن علي وتهديده بان يقاطع المسجد إذا لعن علي فيه.
روى ابن عبد ربه قال : لما مات الحسنُ بن عليّ حَجّ معاوية ، فدخل المدينة وأراد أن يَلْعن عليَّا على مِنبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقيل له : إن هاهنا سعدَ بن أبي وقاص ، ولا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخَذ رأيه. فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لأخرُجن من المسجد ، ثم لا أعود إليه. فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد. (٣)
__________________
يعني القرشي الدمشقي حدثني محمد بن سعيد بن المغيرة الشيباني عن عبد الملك بن عمير ان معاوية خطب عند دخوله الكوفة ومحمد بن خالد قال عنه أبو حاتم الرازي كذاب والشيباني مجهول.
(١) كتب زياد إلى خليد بن عبد الله الحنفي بولاية خراسان ثم بعث الربيع بن زياد الحارثي إلى خراسان في خمسين ألف من البصرة (خمسة وعشرين ألفا ومن الكوفة خمسة وعشرين ألفا) على أهل البصرة الربيع وعلى أهل الكوفة عبد الله بن أبي عقيل وعلى الجماعة الربيع بن زياد ، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٦٣ ، وفي رواية البلاذري زيادة في الايضاح حيث قال : ثم ولى زياد الربيع بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان ، وحول معه من أهل المصرين زهاء خمسين ألفا بعيالاتهم. وكان فيهم بريدة بن الحصيب الاسلمي أبو عبد الله ، وبمرو توفى في أيام يزيد بن معاوية. وكان فيهم أيضا أبو برزة الاسلمي عبد الله بن نضلة وبها مات. وأسكنهم دون النهر. البلاذري ، فتوح البلدان ، مكتبة النهضة المصرية ١٩٥٦ م ، ص ٣٩٦.
(٢) الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، تحقيق المرعشلي ، ج ٣ ص ٥٣١. وابن الاثير ، اسد الغابة ج ١ ص ٥٢٥. وابن عبد البر ، الاستيعاب ، ج ١ ص ١٩٧. وابن حجر ، الاصابة ، ج ١ ص ٤٧١ ، وابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج ٦ ص ٤٦٨ ، ويراجع كل من ترجم لحجر بن عدي وفي تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٨٩ عن أبي إسحاق قال ادركت الناس يقولون : ان أول ذل دخل الكوفة موت الحسن ابن علي وقتل حجر ودعوة زياد ، وفي شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ٢١١ عن ابن العباس قال أول ذل دخل على العرب موت الحسن عليهالسلام.
(٣) ابن عبد ربه الاندلسي ، العقد الفريد ، دار الكتب العلمية بيروت ١٤٠٤ ، ج ٤ ص ١٥٩.