فلما مات لَعنه عَلَى المنبر ،
وكتب إلى عماله أن يَلعنوه على المنابر ، ففعلوا.
فكتبتْ أم سَلمة زوج النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى معاوية : إنكم تلعن الله ورسولَه على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أن الله أحبَّه ورسولَه ، فلم يلتفت إلى كلامها.
ومن المعلوم ان وفاة سعد كانت بعد وفاة الامام الحسن عليهالسلام وفي السنة نفسها سنة ٥١ هـ.
ويؤيد ذلك روية المسعودي ان زيادا جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي فمن أبى ذلك عرضه على السيف. (١) ومن المعلوم ان ولاية زيادا على الكوفة كانت سنة ٥١ بعد موت المغيرة بن شعبة.
٤. ان استضافة معاوية للشخصيات العراقية وحواراته معهم وموضوعه الأساس سيرة علي وقد ترحم عليه مرارا أمر لا ينسجم مع حالة الاعلام السلبي ضده الا بافتراض انه قد تم في سنوات الصلح قبل وفاة الحسن عليهالسلام ، وان إعادة الاعلام السلبي انما كان بعد موت الحسن عليهالسلام.
٥. ان معاوية ما كان يحلم ان يتسلم ملك العراق ، بل كان قصارى ما يفكر فيه هو ان يترك علي عليهالسلام في زمانه ثم الحسن من بعده الشام له يحكمها كما يرغب ، وحين عرض عليه الحسن كانت أمامه مهمة قبول العرض وتحقيق طموح جديد باللين وإظهار الانفتاح على علي وشيعته والوفاء بالعهود ليتم له حكم البلاد كلها ، وبغير ذلك فان مع الحسن كل شيعته وهم قادرون على عن الدفاع عن انفسهم وإعادة سلطانهم في العراق. (٢)
__________________
(١) المسعودي ، مروج الذهب ، دار الهجرة ايران ١٩٨٤ م ، ج ٣ ص ٢٠.
(٢) روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ١٠٤ بسنده عن جبير ابن نفير يحدث عن أبيه قال قلت لحسن بن علي ان الناس يزعموا انك تريد الخلاف؟ فقال كانت جماجم العرب بيدي يسلمون من سالمت ويحربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجهه الله تعالى ثم اثيرها باتياس أهل الحجاز.