وفيه أيضا روى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الأشعث انه قال فيما كان يخص به الناس على الجهاد اني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين واثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام :
(ايها المؤمنون انه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فانكره بقلبه فقد سلم وبرئ ومن انكره بلسانه فقد اجر وهو افضل من صاحبه ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين. (١)
وروى الطبري في تفسيره قال حدثنا محمد بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قال نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. (٢)
وروى ابن عساكر بسنده عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمار قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضياح (٣) لبن ، وقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم تقتلك الفئة الباغية. (٤)
أقول :
قال ابن عبد البر وروى الأعمش ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : شهدنا مع علي رضياللهعنه صفّين ، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفّين إلا رأيت أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم يتبعونه ، كأنه علم لهم. وسمعت عمارا يقول يومئذ لهاشم بن عقبة : يا هاشم ، تقدم الجنة تحت الأبارقة اليوم ألقى الأحبة : محمدا وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ، ثم قال :
__________________
(١) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ١٩ ص ١٧٨.
(٢) الطبري ، تفسير الطبري ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة ٢٠٠٠ م ، ج ١١ ص ٣٨٤.
(٣) ضياح : في القاموس : الضيح والضياح : اللبن الرقيق الممزوج ، وتضيَّح اللبن : صار ضياحا.
(٤) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ٤٣ ص ٤١٨ ، وج ٤٦ ص ٢٨٨.