فدعا سهل بن سعد ، فأمره أن يشتم عليا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا التراب! فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها. (١)
وقال في ارشاد الساري : ان هذا الوالي هو مروان بن الحكم. (٢)
وروى مسلم أيضا قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ، وتقاربا في اللفظ قالا : حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقال عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا (٣) فقال : ما منعك ان تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوآله فلن اسبه (٤) لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به ارمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه.
__________________
(١) مسلم بن الحجاج ، صحيح مسلم ج ٤ ص ١٨٧٤ ، البيهقي ، سنن البيهقي ج ٢ ص ٤٤٦. وتكملة الرواية : فقال له : أخبرنا عن قصته! لم سمي أبا تراب؟ قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بيت فاطمة عليهاالسلام فلم يجد عليا عليهالسلام في البيت فقال : اين ابن عمك؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فلم يقل عندي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لإنسان : أنظر أين هو ، فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد ، فجاءه رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يمسحه عنه ويقول : قم أبا التراب! قم أبا التراب!؟ قال ابن حجر : وروى ابن أبي إسحاق من طريقه وأحمد من حديث عمار بن ياسر قال : نمت أنا وعلي في غزوة العشيرة في نخل ، فما أفقنا الا بالنبي صلىاللهعليهوآله يحركنا برجله يقول لعلي : قم يا أبا تراب ، لما يرى عليه من التراب. (ابن حجر ، فتح الباري ج ٧ ص ٧٢).
(٢) شهاب الدين القسطلاني ، ارشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري ، الأميرية ـ بولاق ١٣٢٣ هـ ، ج ٦ ص ١١٢.
(٣) الذي يظهر ان هذا كان سنة خمسين لما حج معاوية بعد وفاة الحسن عليهالسلام ، وهي السنة التي توفي فيها سعد أيضا ، ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، ج ٣ ص ٤٧١).
(٤) وفي مسند أبي يعلى ج ٢ ص ١١٤ قال : والذي نفس سعد بيده لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي على أن أسبه ما سببته أبدا.