ولما نزلت هذه الآية : (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي. (١)
وروى احمد بن حنبل قال : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا عشبة عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم قال : خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي ، فخرج سعيد بن زيد فقال : ألا تعجب من هذا يسب عليا؟ (٢)
وروى النسائي عن شقيق بن أبي عبد الله قال : حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال : رأيت سعد بن مالك بالمدينة فقال : ذكر أنكم تسبون عليا؟ قلت : قد فعلنا ، قال : لعلك سببته ، قلت : معاذ الله ، قال : لا تسبه ، فإن وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته ، بعد ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله ما سمعت. (٣)
أقول :
يتضح من هذه الروايات الصحيحة وفق مسلك أهل السنة في تصحيح الرواية ، وقد وردت في اهم مصادرهم الحديثية ، ان معاوية وولاته (مروان والمغيرة) كانوا يسبون عليا على المنابر.
وفي المصادر التاريخية تفصيل اكثر نورد طرفا منه فيما يلي :
«قال ابو عثمان الجاحظ (٤) : ان معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة : اللهم ان أبا تراب ألحد في دينك وصدَّ عن سبيلك ، فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما».
وكتب بذلك إلى الآفاق ، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر ، وصار ذلك سنة في أيام بني أمية ، إلى ان قام عمر بن عبد العزيز فأزاله. (٥)
__________________
(١) مسلم بن الحجاج ، صحيح مسلم ج ٤ ص ١٨٧١ ، الترمذي ، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٦٣٨.
(٢) احمد بن حنبل مسند احمد ج ١ ص ١٨٨ ، النسائي ، السنن الكبرى ج ٥ ص ٥٨.
(٣) النسائي ، السنن الكبرى ج ٥ ص ١٣٣.
(٤) هو عمرو بن بحر الليثي البصري النحوي ، كان مائلا إلى النصب.
(٥) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ٤ ص ٥٦ الخطبة ٥٧. قال كثير بن عبد الرحمن يمدح عمر ويذكر قطعة للسب :
وليت فلم تشتم عليا ولم |
|
تخف بريا ولم تقبل اساءة مجرم |
(راجع أبو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ج ٩ ص ٢٥٨).
وقال الشريف الرضي :