قوله عليهالسلام (ولا الصريح كاللصيق) :
وقد اراد عليهالسلام بقوله (الصريح) الاشارة الى نفسه الشريفة وهو اول هاشمي ولد لهاشمية ، فان اباه ابو طالب بن عبد المطلب بن هاشم وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم وقالوا عنه وهو أول هاشمي ولده هاشم مرتين. (١)
وبقوله (اللصيق) الاشارة الى شبهة النسب في معاوية ، غير ان البعض نفى انها تشير الى ذلك.
قال ابن ابي الحديد : «فإن قلت : فما معنى قوله : «ولا الصريح كاللصيق»س ، وهل كان في نسب معاوية شبهة ليقول له هذا؟ قلت : كلا إنه لم يقصد ذلك ، وإنما أراد الصريح بالإسلام واللصيق في الاسلام ، فالصريح فيه هو من أسلم اعتقادا وإخلاصا ، واللصيق فيه من أسلم تحت السيف أو رغبة في الدنيا». (٢)
أقول :
بل اراد عليهالسلام النسب ، لان لفظة (الصريح) صريحة في خالص النسب وكذلك اللصيق والمُلصَق فانها صريحة في دعي النسب (لسان العرب).
قال الزمخشري : كان معاوية يعزى إلى أربعة : إلى مسافر بن أبي عمرو ، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وإلى الصباح ، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال : وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا ، وكان الصباح عسيفا (اجيرا) لأبي سفيان ، شابا وسيما ، فدعته هند إلى نفسها فغشيها. وقالوا : إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا ، وقالوا : إنها كرهت أن تدعه في منزلها ، فخرجت إلى أجياد ، فوضعته هناك. (٣)
وفي هذا المعنى يقول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل عام الفتح :
لمن الصبي بجانب البطحاء |
|
في الترب ملقى غير ذي معه |
__________________
(١) الكليني ، الكافي ج ١ ص ٤٥٢ ، ابن الاثير ، اسد الغابة ج ٤ ص ١٦ ، مصعب الزبيري ، نسب قريش ص ١٧.
(٢) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٥ ص ١١٨ ـ ١١٩.
(٣) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٣٣٦ عن الزمخشري في كتاب «ربيع الأبرار».