هاتين القصتين نعلم ان حربا من رعايا عبد المطلب فكيف يوازنه معاوية بمن كانت تسميه قريش ب (براهيم الثاني)؟ بل من هو ابوه امية ازاء عبد المطلب ، قال ابو الفرج : دخل دغفل النسابة على معاوية فقال له : من رأيت من عِلية قريش قال : رأيت عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس. فقال : صفهما لي. فقال : كان عبد المطلب أبيض مديد القامة حسن الوجه ، في جبينه نور النبوّة وعزّ الملك ، يطيف به عشرة من بنيه كأنهم أسد غاب. قال : فصف أميّة. فقال : رأيه شيخا قصيرا نحيف الجسم ضريرا يقوده عبد ذكوان. فقال : مه ، ذاك ابنه أبو عمرو. فقال : هذا شيء قلتموه بعد وأحدثتموه ، وأمّا الذي عرفت فهو الذي أخبرتك به. (١) وهكذا فان حربا فضلا عن ابيه (امية) لا يقاسان بعبد المطلب بل لا يقاس بعبد المطلب كل قريش انذاك.
قوله عليهالسلام (ولا أبو سفيان كأبي طالب) :
قاد ابو سفيان قريشا والقبائل فيما بعد ضد النبي ليصد عن دعوته الالهية ويسفك دمه فكيف يقايسه معاوية بابي طالب الذي وظف كل ما حباه الله من قدرات في نصرة النبي صلىاللهعليهوآله قال عليهالسلام يخاطبه صلىاللهعليهوآله :
والله لن يصلوا اليك بجمعهم |
|
حتى اوسد في التراب دفينا |
فأصدع بأمرك ما عليك غضاضة |
|
ابشر وقر بذاك عيونا |
وقال ايضا يخاطب قريشا :
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا |
|
ولما نطاعن دونه ونناضل |
ونسلمه حتى نصرع دونه |
|
ونذهل عن ابنائنا والحلائل |
قوله عليهالسلام (ولا الطليق كالمهاجر ولا المنافق كالمؤمن والمبطل كالمحق) اراد بـ (المهاجر) و (المؤمن) و (المحق) نفسه الشريفة ، واراد بـ (الطليق) و (المنافق) و (المبطل) معاوية.
وفي رواية الشريف الرضي في نهج البلاغة (٢) ومصادر اخرى (٣) اضافة لم تكن في رواية مسلم وغيره وهي :
__________________
(١) الاصفهاني ، الاغاني ج ١ ص ٤٥.
(٢) نهج البلاغة خطب الإمام علي عليهالسلام ، (تحقيق صالح) ص ٣٧٤ ـ ٣٧٥.
(٣) ابن شهر آشوب ، مناقب آل أبي طالب ، ج ٢ ص ٣٦١ ـ ٣٦٢. الزمخشري ، ربيع الابرار ج ٤ ص ٢١٦ ، ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٥ ص ١١٧. ابن حمدون ، التذكرة الحمدونية ج ٧ ص ١٦٤.