وقد ذكر المصادر التي ذكرت لقوة معاوية انه استمرت معه الى موته. (١)
قال ابن كثير : وكان به النقابة ـ يعني لوقة ـ فمات من يومه ذلك. (٢)
أقول : النقابة مصحب الناقبة وهي القرحة التي تخرج بالجنب (٣) ، وقد اخطا ابن كثير بقوله هي لوقة ، ومراده (اللِقوة التي اصابته سنة ٥٦ هـ) ، فهما مرضان لا مرض واحد.
وفي اخريات حياته اصابته قرحة في ظهره وقُرٌّ جعلته يفقد الراحة التي ينشدها لنفسه وهو يرأس اعظم دولة في العالم انذاك.
قال ابن عساكر : لما كبر معاوية خرجت به قرحة في ظهره فكان إذا لبس دثارا ثقايلا والشام أرض باردة أثقله ذلك وغمه فقال اصنعوا لي دثارا خفيفا دفيئا من هذه السخال فصنع له فلما ألقي عليه تسار إليه ساعة ثم غمه فقال جافُوه عني ثم لبسه ثم غمه فألقاه ففعل ذلك مرارا ثم قال قبحك الله من دار ملكتك أربعين سنة عشرين خليفة وعشرين إمارة ثم صيرتني إلى ما أرى قبحك الله من دار. (٤)
عن أبي بردة قال دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحته فقال لهم يا بن أخي تحول فناظر قال فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت يعني قرحته فقلت
__________________
المحيطية بحس خدر في احد نصفي الوجه تتطور بسرعة نحو عدم القدرة على اغلاق العين وعدم القدرة على تقطيب الوجه ، ورخاوة في نصف الوجه الموافق لجهة العصب المصاب.
(١) قال الذهبي في تاريخ الإسلام ج ٤ ص ٣١٥ ـ ٣١٦ أن معاوية أصابته اللقوة قبل أن يموت ، وكان اطلع في بئر عادية. بالأبواء لما حج ، فأصابته لقوة ، يعني بطل نصفه. وذكر ابن عساكر بعض حالات اللقوة التي ترافق صاحبها الى اخر حياته قال (في تاريخ مدينة دمشق ج ٥٢ ص ١١١) : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن مهران الإسماعيلي يقول مرض أبي في صفر منن سنة تسع وثمانين وبقي في مرضه ذلك إلى أن توفي في ذي الحجة من سنة خمس وتسعين ومائتين وسمعت عبد الله بن سعيد الثقة المأمون يتأسف غير مرة على ما فاته من الإسماعيلي ويقول أدركناه وقد أخذته اللقوة وبقي فيها إلى آخر عمره.
(٢) ابن كثير البداية والنهاية.
(٣) ابن منظور لسان العرب : الناقبة هي : قرحة تخرج بالجنب. قال ابن سيده : النُّقْب قرْحة تَخْرج في الجَنْب ، وتَهْجُمُ على الجوف ، ورأسُها من داخل. والناقبةُ : داءٌ يأخذ الإِنسانَ ، من طُول الضَّجْعة. أقول : مراده القرحة ، وهي معروفة لدى الاطباء سببها كثرة النوم على احد جانبيه او على ظهره.
(٤) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٢٢٠.