المادة الخامسة : «على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم ، وأن يؤمن الأسود والأحمر ، وان يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وأن لا يتبع أحدا بما مضى ، وأن لا يأخذ أهل العراق باحنة (١) وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا ، وأن لا ينال أحدا من شيعة علي بمكروه ، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم ، وان لا يتعقب عليهم شيئا ، ولا يتعرض لاحد منهم بسوء ، ويوصل إلى كل ذي حق حقه ، وعلى ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا (٢) ...» وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ، ولا لأخيه الحسين ، ولا لاحد من أهل بيت رسول الله ، غائلة ، سرا ولا جهرا ، ولا يخيف أحدا منهم ، في أفق من الآفاق. (٣)
قال ابن قتيبة : «ثم كتب عبد الله بن عامر ـ يعني رسول معاوية إلى الحسن عليهالسلام ـ إلى معاوية شروط الحسن كما أملاها عليه ، فكتب معاوية جميع ذلك بخطه ، وختمه بخاتمه ، وبذل عليه العهود المؤكدة ، والايمان المغلظة ، وأشهد على ذلك جميع رؤساء أهل الشام ، ووجه به إلى عبد الله ابن عامر ، فأوصله إلى الحسن. (٤)
وذكر غيره نص الصيغة التي كتبها معاوية في ختام المعاهدة فيما واثق الله عليه من الوفاء بها ، بما لفظه بحرفه : «وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك ، عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء ، وبما أعطى الله من نفسه. (٥)
__________________
حدود الأهواز. وجرد أو جراد : هي البلد أو المدينة بالفارسية القديمة والروسية الحديثة ، فتكون دار ابجرد بمعنى (مدينة دار ابجرد).
(١) المصادر : أبو الفرج الاصفهاني ، مقاتل الطالبيين ص ٢٦. ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ٤ ص ١٥. والمجلسي بحار الأنوار ، ج ١٠ ص ١٠١ و ١١٥ ، الدينوري الاخبار الطوال ، ص ٢٠٠. ونقلنا كل فقرة من مصدرها حرفيا.
(٢) يتفق على نقل كل فقرة أو فقرتين أو أكثر ، من هذه الفقرات التي تتضمن الأمان أصحاب علي عليهالسلام وشيعته ، كل من الطبري ، تاريخ الطبري (ج ٦ ص ٩٧). وابن الأثير ، الكامل في شرح نهج البلاغة ، ج ٤ ص ١٥. والمجلسي ، بحار الانوار ، ج ١٠ ص ١١٥. والصدوق ، علل الشرائع ، ص ٨١. وابن عقيل ، النصائح الكافية ص ١٥٦ وغيرهم.
(٣) المجلسي ، بحار الانوار ج ١٠ ص ١١٥. وابن عقيل ، النصائح الكافية ص ١٥٦.
(٤) ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ص ٢٠٠.
(٥) المجلسي ، بحار الانوار ، ج ١٠ ص ١١٥.