معاوية ، هذا الموضع فشأنك. فقضيت حاجتي فحدثته أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة ، من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون». (١)
٣ : مضافا إلى ما في السند من علل فان اساس الخبر كما نقدِّر هو ما ذكره ابن قتيبة ونسج على منواله رجال الاعلام العباسي.
قال ابن قتيبة : قدم مصعب على اخيه عبد الله بن الزبير في سنة إحدى وسبعين ومعه رؤساء أهل العراق ووجوههم واشرافهم فقال : يا أمير المؤمنين : قد جئتك برؤساء أهل العراق واشرافهم كل مطاع في قومه ، وهم الذين سارعوا إلى بيعتك وقاموا باحياء دعوتك ، ونابذوا أهل معصيتك ، وسعوا في قطع عدوك ... (٢)
فقال له عبد الله بن الزبير اسكت : فوالله لوددت ان لي بكل عشرة من أهل العراق واحدا من أهل الشام صرف الدينار بالدراهم.
فقال أبو حاضر الأسدي : يا أمير المؤمنين ان لنا ولك مثلا أفتأذن في ذكره.
قال نعم.
قال : مَثَلُنا ومثَلُك ومَثَل أهل الشام كقول الأعشى :
عُلِّقْتُها عَرَضاً ، وعُلِّقت رجلاً غيري وعُلِّقَ أخرى غيرَها الرَّجُلُ.
__________________
(١) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ج ٢ ص ٢٩٩ ـ ٣٠١ ، وقد روى له في تاريخ بغداد أيضا يصف تفاعل الرشيد مع ذكر النبي صلىاللهعليهوآله!! قال أبو معاوية : كنت أقرأ حديث الأعمش عن أبي صالح على أمير المؤمنين هارون ، فكلما قلت : قال رسول الله ، قال : صلىاللهعليهوسلم الله علي سيدي ومولاي ... وروى له ايضا عن أحمد بن زكريا ابن سفيان قال : سمعت أصحابنا يقولون : قال أبو معاوية : دخلت على هارون يعني أمير المؤمنين فقال لي : يا أبا معاوية : هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي : تكلم. قال : قلت : إن أذنت لي تكلمت. قال : تكلم ، فقلت : يا أمير المؤمنين قالت تيم : منا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالت عدي : منا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالت بنو أمية : منا خليفة الخلفاء ، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال : والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا ، وليس في هذا ما يعدل الصورة عن أبي معاوية إذ لا تناقض بين العقيدة بعلي رابع الخلفاء وبين وضع الحديث ضد الرافضة واباحة دمهم.
(٢) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ج ٢ ص ٢٠. الجاحظ : البيان والتبيين ص ١٥٩ ، ابن قتيبة عيون الاخبار ج ٣ ص ١٧.