فكره الحسن القتال ، وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده ، قال : فكان أصحاب الحسن يقولون له يا عار المؤمنين. فيقول : العار خير من النار) (١).
أقول : قوله (فبايع معاوية) ليس صحيحا اذ لم تقع بيعة من الحسن عليهالسلام لمعاوية في الصلح بينهما ولم يكن يخطر ببال معاوية ان يطلب من الحسن عليهالسلام ان يبايعه كما بينا ذلك سابقا ، وقوله عن أصحاب الحسن عليهالسلام يا عار المؤمنين إذا حملنا على موقف الخوارج فهو صحيح ، ولكن الخوارج ليسوا في جيش الحسن عليهالسلام ، مضافا إلى عدم الاعتماد على ضمرة كما يتضح من ترجمته.
ترجمة ضمرة بن ربيعة (٢٠٢ هـ) : هو ضمرة بن ربيعة أبو عبد الله القرشي من أهل دمشق نزل الرملة (لذلك قيل الفلسطيني ، الرملي) وهو مولى علي بن أبي حملة وعلي مولى آل عتبة بن ربيعة (بن عبد شمس) روى عن عبد الله بن شوذب وغيره روى عنه هارون بن معروف وغيره. قال عبد الله بن احمد بن حنبل : كتب إلي غالب أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال من الثقات المأمونين رج صالح مليح الحدث لم يكن بالشام رجل يشبهه. قال يحيى بن معين يقول توفي ضمرة بن ربيعة سنة اثنين ومائتين. (٢)
أقول : وأهل الرملة لا يؤمَنون على أهل العراق ، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : سمعت علي بن عمر يقول : كان أبو عبد الرحمان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره ، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار ، وأعلمهم بالرجال ، فلما بلغ هذا المبلغ حصدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية ، فأمسك عنه ، فضربوه في الجامع. فقال : أخرجوني إلى مكة ، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل ، وتوفي بها مقتولا شهيدا (٣).
قال ابن حجر :
قوله (قال الحسن) هو البصريوهو موصول بالسند المتقدم ووقع في رجال البخاري لأبي الوليد الباجي في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب ما نصه اخرج البخاري قول الحسن سمعت أبا بكرة فتأوله الدارقطني وغيره على أنه الحسن ابن علي
__________________
(١) ابن عبد البر ، الاستيعاب ١ / ٣٨٦.
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ٢٤ ـ ص ٤٠٤ ، ٤٠٩ ، ٤١١.
(٣) المزي ، تهذيب الكمال ج ١ ص ٣٣٩.