( أحد رؤساء الخوارج ) مع « أبي فديك » يداً واحدة ، فلمّا استولى أبو فديك على اليمامة علم أنّ أصحاب نجدة إذا عادوا من غزواتهم أعادوا نجدة إلى الإمارة فطلب نجدة ليقتله فاختفى نجدة في دار بعض عاذريه ، ينتظر رجوع عساكره الذين كان قد فرّقهم في سواحل الشام ونواحي اليمن ، ونادى منادي « أبي فديك » : من دلّنا على « نجدة » فله عشرة آلاف درهم ، وأي مملوك دلَّنا عليه فهو حر ، فدلّت عليه أمة ، فأنفذ أبوفديك « راشد الطويل » في عسكر إليه فكبسوه وحملوا رأسه إلى « أبي فديك ».
ولما قُتِلَ نجدة فصارت النجدات بعده ثلاث فرق :
١ ـ فرقة اكفرته وصارت إلى أبي فديك ، كراشد الطويل ، وأبي بيهس ، وأبي الشمراخ وأتباعهم.
٢ ـ فرقة عذَّرته فيما فعل ، وهم النجدات.
٣ ـ وفرقة من النجدات هاجروا من اليمامة ، وكانوا بناحية البصرة شكوا فيما حكي من احداث نجدة وتوقّفوا في أمره وقالوا : لاندري هل أحدث تلك الاحداث أم لا؟ فلانبرأ منه إلاّ باليقين.
وبقى أبوفديك بعد قتل نجدة إلى أن بعث إليه عبدالملك بن مروان ، عمربن عبيدالله بن معمر التميمي في جند فقتلوا أبا فديك ، وبعثوا برأسه إلى عبدالملك بن مروان ، فهذه قصة النجدات (١).
وبالامعان فيما نقلنا عنه من الآراء يظهر مذهب النجدية ، وأنّهم كانوا أخف وطأة من الأزارقة وتتلخّص الأفكار التي امتازوا بها عن غيرهم من فرق الخوارج في الاُمور التالية :
__________________
١ ـ البغدادي : الفَرق بين الفِرق ٨٧ ـ ٩٠ ; الأشعري : مقالات الإسلاميين ١ / ٨٩ ; الشهرستاني : الملل والنحل ١ / ١٢٢ ـ ١٢٥.