ولكن يقول المقريزي : إنّهم أتباع زياد بن الأصفر ويضيف ، ربّما يقال : إنّهم أتباع النعمان بن الصفر ، وقيل : بل نسبوا إلى عبدالله بن صفار ، ويقال لهم أيضاً : الزيادية ... ويقال لهم أيضاً : النُكّار من أجل أنّهم ينقصون نصف علي وثلث عثمان وسدس عائشة (١).
وعل كل تقدير فهم كالأباضية أقرب الفرق إلى المسلمين :
١ ـ يخالفون الأزارقة في عذاب الأطفال ، فإنّهم لا يجيزون ذلك ولا يكفّرونهم ولايخلّدونهم في النار.
٢ ـ لم يكفّروا القعدة عن القتال ـ والمراد قعدة الخوارج ـ.
٣ ـ لم يسقطوا الرجم.
٤ ـ التقية جائزة في القول دون العمل عندهم.
٥ ـ وأمّا إطلاق الكافر والمشرك على مرتكبي الكبائر ، فقد قالوا فيه بالتفصيل الآتي:
ماكان من الأعمال عليه حدّ واقع فلا يتعدّى بأهله ، الاسمُ الذي لزمه به الحدّ كالزنا والسرقة ، والقذف ، فيسمّى زانياً سارقاً ، قاذقاً ، لا كافراً مشركاً.
وماكان من الكبائر ممّا ليس فيه حدّ لعظم قدره مثل ترك الصلاة والفرار من الزحف ، فإنّه يكفّر بذلك.
٦ ـ ونقل عن الضحّاك منهم انّه جوّز تزويج المسلمات من كفّار قومهم (يريد سائر المسلمين) في دار التقيّة دون دار العلانية.
٧ ـ ونقل عن زياد بن الأصفر انّ الزكاة سهم واحد في دار التقيّة (٢).
__________________
١ ـ المقريزي : الخطط ٢ / ٣٥٤ ، والنكّار جمع ناكر.
٢ ـ يريد أنّه لا يجب صرف الزكاة على الأصناف الثمانية الواردة في آية الصدقات ، لعدم بسط اليد في دار التقيّة بل تصرف في مورد واحد.