عثمان بن عفان.
فإن قال : فما تقولون في الحسن والحسين ابني علي؟ قلنا له : هما في منزلة البراءة ، فإن قال : من أين أوجبتم عليهما البراءة وهما ابنا فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! قلنا له : أوجبنا عليهما البراءة بتسليمهما الإمامة لمعاوية بن أبي سفيان وليس قرابتهما من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تغني عنهما من الله ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في بعض ما أوصى به قرابته : يا فاطمة بنت رسول الله ، ويا بني هاشم ، اعملوا لما بعد الموت ، فإنّي ليس أغني عنكم شيئاً ، أو نحو ذلك من الخطاب. فلو كانت القرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تغني عن العمل لم يقل ذلك لهم النبي. فهذا نقض لقول من يقول : إنّ القرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مغفور لها. وقد وجدنا الله يهدّد نبيه بقوله : ( ولوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأقاوِيلِ* لاََخَذْنا مِنْهُ بِالَْيمينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الوَتِينَ * فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَد عَنْهُ حاجِزِينَ ) (١). فقد بطل ما خاصمت به أيّها الخصم واحتججت به من قبل القرابة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
إنّ الخوارج في مصطلح القوم مفهوم سياسي وفي الوقت نفسه مفهوم ديني ، فيراد من الأوّل خروجهم عن طاعة الإمام المفترض طاعته ، ويحكم عليهم بما يحكم على البغاة ، ويراد من الثاني خروجهم من الدين والملّة ، وصيرورتهم كفّاراً.
وعلى كلا المفهومين ، فالمحكّمة الاُولى خوارج ، حيث خرجوا عن
____________
١ ـ الحاقة : ٤٤ ـ ٤٧.
٢ ـ السير والجوابات لبعض فقهاء الاباضية : تحقيق الاستاذة الدكتورة « سيدة إسماعيل كاشف ، استاذة التاريخ الاسلامي في كلية البنات جامعة عين شمس; القاهرة ط ١٤١٠ هـ ـ ١٩٨٩ م ، ص ٣٧٥ ـ ٣٧٧.