القرآن والعقل ، طفق يطلب من يقول بكون القرآن مخلوقاً من بين أهل السنّة.
٢ ـ يقول علي يحيى معمّر : إنّ من علماء أهل السنّة من يقول دون تحرّج أو احتراز : « القرآن مخلوق » فقد ذكر الخطيب البغدادي من طرق متعدّدة عن أبي يوسف انّ أبا حنيفة كان يقول : القرآن مخلوق ، أمّا أبو منصور الماتريدي ، فقد كان يقول : إنّه محدث ، ولم يحفظ عنه أنّ قال : مخلوق ، وقد كان أبو النضر العماني من أئمّة الاباضية يقول : إنّ القرآن غير مخلوق ، وأنكر انكاراً شديداً على من يقول بخلق القرآن ، وذهب القطب من أئمّة الاباضية انّ هذه المسألة ليست من الاُصول ، وقال أبو إسحاق طفيش : إنّ الخلاف فيها لفظي ، وهذا القدر كاف للدلالة على اللقاء بين المذهبين ، ويكفي أن يلتقي المسلمون على حقيقتين في هذا الموضوع : هي أنّ الله تبارك وتعالى سميع بصير متكلّم وانّ القرآن الكريم كلام الله عزّوجلّ أنزله على رسوله (١).
يلاحظ عليه : أنّ ما ذكره ناش من توخّي ايجاد اللقاء بين المذهبين : الأشاعرة والاباضية ، فلأجل ذلك ذهب ليجد من أهل السنة من يقول بأنّ القرآن مخلوق ، ومن أئمّة الاباضية من يقول : بأنّ القرآن غير مخلوق ، وهذا يعرب عن أنّه لم يتّخذ الكاتب في هذا الموقف رأياً حاسماً أوليس للأباضية فيه رأي جازم ، مع أنّ المنقول منهم كونه حادثاً أو غير قديم أو مخلوقاً بمعنى أنّه أنزله الله سبحانه وأوجده من العدم.
فكان من الواجب على الكاتب أن يدافع عقيدته وعقيدة طائفته ويطرحها بوضوح ويذبَّ عنها ذبّاً علميّاً تحقيقياً متحرّياً للواقع.
ثمّ إنّ ما ذكره في ذيل كلامه من أنّه « يكفي أن يلتقي المسلمون على أنّ القرآن الكريم كلام الله عزّوجلّ أنزله على رسوله ». وإن كان كلاماً صحيحاً ،
__________________
١ ـ علي يحيى معمرّ : الاباضية بين الفرق الإسلامية ١ / ٢٩١.