المنحرفين عن جادة الصواب ، حتى ظهرت هذه الفرقة الناجية المحقة الصادقة في أدوارها الوجودية في حالتي الكتمان والظهور » (١).
وقال أيضاً : « فقد كان يحضر مجلس جابر بن زيد عدد من الطلاب كقتادة ، وأيّوب ، وابن دينار ، وحيّان الأعرج ، وأبي المنذر تميم بن حويص ، ومنهم من يأخذ عنه أكثر ممّا يأخذ من غيره ، أو يكاد يختصّ بمجلسه ، كأبي عبيدة بن مسلم ، وضمام ، وأبي نوح الدهان ، والربيع بن حبيب ، وعبدالله بن اباض ، ومن هؤلاء الطلاب من كان يشتغل أثناء التحصيل وبعده بالشؤون العامة ، ومنهم من اشتغل بالمسائل السياسية ومطارحاتها مع حكّام الدولة الأموية في ميدان الكلمة دون استعمال السيف كعبدالله بن اباض ، ومنهم من جلس للتدريس وأخذ مكان الإمام كأبي عبيدة أبي نوح الدهان وقام بنفس الدور وتخصّص فيه (٢).
إنّ ما ذكره بصورة أمر قاطع غير ثابت في التاريخ ، كيف وأغلب الظن انّ عبدالله بن اباض مات قبل جابر وانّه كان يقود أمر القعدة في حياة جابر ، وإن كانت الأقوال في زمان حياته مختلفة ، فمن قائل إنّه مات عام ٨٠ إلى آخر إنّه مات قرابة ٨٦ ، إلى ثالث بأنّه مات سنه ١٠٠ بالمغرب ودفن في جبل نفوسه ، كما أنّه اختلفت الأقوال في حق جابر وأكثر الأقوال إنّه مات عام ٩٤ ، ذكر بعض المؤرّخين انّه مات عام ١٠٤ ، فكيف يمكن أن يكون عبدالله هو القائم بالأمر بعد وفاة جابر؟
ويظهر تقدّم قيادة عبدالله بن اباض على جابر ، من الدكتور رجب محمّد عبدالحليم : قال : إنّ القعدة أو جماعة المسلمين هم الذين انظمّوا إلى جابر بن
__________________
١ ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الاُولى ١٥١.
٢ ـ الاباضية بين الفرق الاسلاميّة ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦.